السبت، 11 يوليو 2009

الفيلم نجح



الفيلم نجح
كان يتوقع الكثير من الدمار ..... اخذ على عاتقه تحذير الناس ، سعى بكل جهده ان يجد حلول ، كرث وقته وماله وجهده لدراسه القضيه ، صرخ فى وجه العالم كله ، اقسم لهم ان بعد مئات قليله من السنين ستحدث الكارثه ، وها هى مظاهرها ، اوشك الخطر ان يكون حقيقه ، الا تخافون على ابنائكم ؟ !! رغم ان الخطر بعيدا عنه ، إلا انه كان يعمل وكأنه هو المضرور وحده ، وكأن دلتاوات العالم ملكه هو وورثته ، فإن غرقت خسر كل شىء ... لم يكن يرى منهم الا عدم التصديق " يا دكتور متكبرش الموضوع " جمله كان يشعر بغليان الدم فى عروقه عند سماعها ، عقد المئتمرات هو ومن تبعه من تلاميذ ، ولكن غلبه المصالح كانت تغلب على عملهم الجاد الشاق ، حظروا العالم من خلال درسات وتقارير ، " اوقفوا تدمير كوكبكم " لم يسمعهم احد ،قرر فى عام 1980 ان يصنع فيلم وثائقى عن تغير المناخ ، صور انهيار الجليد تخيل فيه غرق دلتاوات العام جسد فيه الكارثه التى يتوقعها فى عام 2200 أنهار تجف درجه حراره الارض تزيد أراض زراعيه تتصحر ، كان له صديق وحيد ، ولكن شتان بينهم قال له فى عطف " هون عليك و خليك فى حالك أنظر الى نفسك " لم يلتفت اليه و كانه لم يسمع شىء ، مرت سنوات وسنوات مات كل من كذبه بداء ينتبه العالم ، خرج الكثير من تلاميذه يحاولون ،أكد له أحدهم ان ما يتوقعه اصبح الان حقيقه، ولكن دائما كانت المصالح المضاده تقف لهم بالمرصاد ، صوته اصبح خافتا ، أذناه لا تسمع الا قليل ، فى الجمله الواحده لا يسمع الا حرف او حرفان ، و كان عليه ان يستنتج بقيتها ، كل يوم كانت متعته الوحيده هى مشاهده فيلمه مره أو مرتان ، فيلمه الذى لم يشاهده الا سواه ونفر قليل ، كان صديقه كالخيال بجواره ، فهو الوحيد الذى يفهم لغته فى هذا الزمان ، قليلا ما يتكلمان ، قليلا ما يئكلان " ارحم نفسك " قالها صديقه بصعوبه لقد فقد القدره على الكلام ، تغير العصر ، احتفل بعيد ميلاده المئتان وتسعون وهو يسمع أم كلثوم ، كانا الرجلان الوحيدان فى هذا الوقت اللذان يعرفان من هى " الست " وجائت عليهما عام 2190 لم يحدث الكثير مما توقع ، فيلمه أصبح خيالا ، نظر اليه صديقه فى شماته وكانه يقول له الم اقل لك أنك مجنون ، فقد تعودا ان يسبدلا الكلمات بالنظرات بعد ان فقدا القدره على الكلام ، ألتفت عن نظراته فى كبرياء وخر صديقه ميتا ، لم يكن فى حاجه الى دفنه او الى مراسم عزاء فلا احد يعرف انهم موجودين على ظهر الحياه وصديقه أصبح خيالا على الارض سرعان ما يتلاشى ثم انه لا يضمن ان يكون مازال هناك قبور فى هذا الزمن الغريب عنه ، قال فى نشوه وهو يستمتع بمشاهده فيلمه " الحمد لله الفيلم نجح! " .